وول ستريت تختتم عاما قويا بتراجع طفيف في آخر جلسات التداول
فئة : أسواق الأسهم
شهدت أسواق الأسهم الأميركية عاما استثنائيا خلال 2024، حيث ارتفعت مؤشرات الأسهم الرئيسية إلى مستويات قياسية، مدفوعة بعوامل رئيسية شملت طفرة الذكاء الاصطناعي والتخفيضات المتتالية في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، مما ساعد على تعزيز نمو السوق بشكل غير مسبوق.
ومع ذلك، وفي ختام العام، شهدت وول ستريت تراجعا طفيفا في آخر جلسات التداول، مما أنهى العام بمكاسب ضخمة ولكن بتصحيح محدود.
وفي آخر جلسات التداول لعام 2024، أغلق مؤشر داو جونز الصناعي على تراجع طفيف بنسبة 0.07% عند 42544.22 نقطة، بينما سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تراجعا بنسبة 0.43% ليغلق عند 5881.63 نقطة. من جانبه، انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.90% ليصل إلى 19310.79 نقطة، مما يعكس انخفاضا نسبيا بعد عام من الأداء القوي. وقد تميزت هذه الجلسة بالهدوء النسبي في حجم التداول مقارنة بالعام السابق.
وعلى الرغم التراجع في بعض المؤشرات، كانت أسواق الأسهم الأميركية قد شهدت انتعاشا ملحوظا خلال عام 2024، حيث كانت القطاعات الرئيسية هي المحرك الأساسي لهذه المكاسب. وتصدرت قطاعات خدمات الاتصالات، والتكنولوجيا، والسلع الاستهلاكية التقديرية قائمة القطاعات الرابحة، حيث سجلت هذه القطاعات نموا بنسبة تراوحت بين 29.1% و38.9% على مدار العام.
في المقابل، كانت الرعاية الصحية، والعقارات، والطاقة هي القطاعات الوحيدة التي حققت مكاسب ذات رقم واحد فقط. أما قطاع المواد فقد سجل انخفاضا طفيفا بنسبة 1.8%.
وفي الربع الرابع من العام، واصل السوق الأميركي أداؤه القوي، حيث حقق مؤشر ناسداك زيادة بنسبة 6.2%، في حين ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.1%. كما سجل مؤشر داو جونز مكاسب بنسبة 0.5% خلال نفس الفترة. هذه المكاسب تعكس استمرار التفاؤل الاستثماري رغم بعض التحديات في الاقتصاد العالمي.
في الوقت نفسه، فقد كان هناك عاملان رئيسيان وراء هذا الأداء القوي للأسواق الأميركية في عام 2024، الأول كان الطفرة الكبيرة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، التي كانت بمثابة المحرك الرئيسي في تعزيز قيم أسهم الشركات المرتبطة بهذه التكنولوجيا. والثاني كان السياسات النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي قام بتخفيض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات ونصف، مما ساهم في دعم الاقتصاد الأميركي وتحفيز أسواق الأسهم.
ولكن على الرغم من هذا التراجع الطفيف في نهاية العام، إلا أن المؤشرات الرئيسية سجلت مكاسب هائلة على مدار العام. ففي عام 2024، حقق مؤشر ناسداك المركب زيادة بنسبة 28.6%، بينما سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب بنسبة 23.3%، مما جعله يحقق أفضل أداء له منذ عام 1997. في حين حقق مؤشر داو جونز الصناعي تقدما بنسبة 12.9% في نفس العام.
وحاليا، بينما يتطلع المستثمرون لعام 2025، فإن الأسواق المالية تشير إلى توقعات بتخفيضات إضافية في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، في حدود 50 نقطة أساس. لكن في الوقت ذاته، هناك تحديات كبيرة قد تؤثر على الأسواق، مثل الارتفاع الكبير في التقييمات الذي قد يثير القلق بين المستثمرين، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية، حيث من المتوقع أن تظل النزاعات الجيوسياسية مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا والصراعات المستمرة في الشرق الأوسط عوامل رئيسية قد تؤثر سلبا على استقرار الأسواق.
أيضا، تظل التوقعات بشأن السياسات الاقتصادية لإدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مشوبة ببعض الغموض، مما قد يخلق حالة من عدم اليقين خصوصا فيما يتعلق بالضرائب والتعريفات الجمركية، مما يشكل تحديا آخر للمستثمرين.
بالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من المخاوف المرتبطة بالتقييمات المرتفعة للأسهم، يظل النمو في قطاع الذكاء الاصطناعي في مرحلة مبكرة نسبيا، حيث يتوقع أن يشهد هذا القطاع مزيدا من النمو في مختلف المجالات. وهذا يعني أن هناك إمكانيات كبيرة لاستمرار الأداء الإيجابي للأسواق في المستقبل، خاصة في الشركات التي تركز على هذا المجال.
تنبيه : المحتوى المتاح على هذا الموقع مخصص لأغراض المعلومات والتعليم فقط ولا يعتبر نصيحة مالية أو توصية للشراء أو البيع أو التداول أو الاستثمار في أي أدوات مالية. من خلال استمرارك في تصفح أو قراءة هذا الموقع، فإنك تقر وتوافق على أنك تفهم أن أي محتوى على الموقع لا يعتبر نصيحة أو توجيهًا لتنفيذ أي معاملات مالية. نوصي دائما بالتشاور مع مستشار مالي مؤهل قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
02nd January,2025