Sunday, 13 April, 2025
تراجع أسعار النفط بفعل زيادة المخزونات الأميركية وتصاعد التوترات التجارية
انخفضت أسعار النفط يوم الأربعاء مع ارتفاع مخزونات الولايات المتحدة والقلق بشأن حرب تجارية جديدة بين الصين والولايات المتحدة، مما أدى إلى تأجيج المخاوف من ضعف النمو الاقتصادي، وعوض عن مساعي الرئيس الأمريكي ترامب المتجددة للقضاء على صادرات الخام الإيراني.
وبحلول الساعة 1007 بتوقيت جرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.87٪ إلى 75.54 دولارا للبرميل. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 0.84٪ إلى 72.09 دولارا.
ويوم الثلاثاء، تداول النفط في نطاق واسع، حيث انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3٪، وهو أدنى مستوى له منذ 31 ديسمبر، بعد أن أعلنت الصين عن رسوم جمركية على واردات الولايات المتحدة من النفط والغاز الطبيعي المسال والفحم ردا على الرسوم الأمريكية على الصادرات الصينية.
وقد تؤدي التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين إلى تثبيط الطلب على النفط، مما يفرض ضغوطا هبوطية على الأسعار.
وفي هذا السياق، أشار محللونا أن "التوترات التجارية والتعريفات الجمركية غير المنتظمة تشكل عائقا أمام النمو الاقتصادي العالمي، مما ينعكس سلبا على الطلب على النفط. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الوضع إلى تراجع الاستثمارات التجارية والإنفاق الاستهلاكي، مما يزيد من الضغوط على الأسواق. ويجد سوق النفط نفسه الآن بين مخاوف من تأثير التصعيد التجاري على نمو الطلب العالمي وبين احتمالات حدوث اضطراب مفاجئ في صادرات النفط الإيرانية، مما يضيف حالة من عدم اليقين إلى التوقعات المستقبلية".
ومع ذلك، فقد تعافت الأسعار بعد أن أعاد ترامب حملة "الضغوط القصوى" على إيران لتقليص برنامجها النووي الذي شرع فيه في ولايته الأولى، مما أدى إلى خفض صادرات الخام الإيراني إلى ما يقرب من الصفر.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء إنه سيسعى مرة أخرى إلى خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر في محاولة لمنع طهران من تطوير سلاحها النووي. "بالنسبة لي، الأمر بسيط للغاية لا يمكن لإيران أن تمتلك سلاحا نوويا"، هكذا قال ترامب قبل مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أول رئيس دولة أجنبية يزور ترامب بعد تنصيبه.
ووفقا لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، جلبت صادرات طهران النفطية 53 مليار دولار في عام 2023 و54 مليار دولار قبل عام. وكان الإنتاج خلال عام 2024 يعمل عند أعلى مستوى له منذ عام 2018، استنادا إلى بيانات أوبك.
ودفع ترامب صادرات النفط الإيرانية إلى ما يقرب من الصفر خلال جزء من ولايته الأولى بعد إعادة فرض العقوبات.
وفي هذا المؤتمر الصحفي أيضا، أعلن ترامب أنه يريد من الولايات المتحدة أن تسيطر على قطاع غزة وتطوره اقتصاديا بعد إعادة توطين جميع الفلسطينيين من المنطقة.
وأشار ترامب: "ستسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة، وسنقوم بعمل به أيضا". كما أضاف "سنمتلكه ونكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل الخطيرة وغير المستكشفة والأسلحة الأخرى الموجودة في الموقع".
من ناحية اخرى، ضغطت بيانات مخزونات الخام الأمريكية المرتفعة بين عشية وضحاها على أسعار الخام يوم الأربعاء.
وحاليا، تشير مخزونات الخام والوقود المتزايدة في أكبر مستهلك للنفط في العالم إلى ضعف الاستهلاك، مما يزيد من المخاوف بشأن تأثير التعريفات الجمركية على التوقعات الاقتصادية العالمية والطلب على الطاقة.
وارتفعت مخزونات الخام بمقدار 5.03 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 31 يناير، وفقا لمصادر السوق، نقلا عن أرقام معهد البترول الأمريكي.
أيضا، ارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 5.43 مليون برميل، وانخفضت مخزونات المقطرات بمقدار 6.98 مليون برميل، وفقا لتقرير معهد البترول الأمريكي.
ومن المقرر أن تصدر بيانات مخزون النفط الحكومية الأمريكية الرسمية خلال وقت لاحق من اليوم.
على صعيد اخر، ألغى الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو مشروعا مشتركا بين شركة إيكوبترول الحكومية وأوكسيدنتال بتروليوم بسبب المخاوف البيئية المتعلقة بالتكسير الهيدروليكي، الذي يتعارض مع سياسته الرامية إلى تقليل الاعتماد على الهيدروكربونات والانتقال إلى الطاقة النظيفة.
وأعلن بيترو عن معارضته العلنية لهذه الصفقة خلال اجتماع لمجلس الوزراء، مؤكدا أن التكسير الهيدروليكي يمثل تهديدا للطبيعة والبشرية، داعيا إلى بيع هذه الأصول واستثمار العائدات في مصادر الطاقة البديلة.
وجاء هذا القرار بعد إعلان إيكوبترول تمديد شراكتها مع أوكسي لتطوير عملياتها في حوض بيرميان، حيث يشكل التكسير الهيدروليكي الممارسة القياسية لاستخراج النفط والغاز. ورغم أن إنتاج إيكوبترول في بيرميان يشكل 12٪ من إجمالي إنتاجها، فإن سياسة بيترو تركز على التخلص التدريجي من النفط والغاز.
وتماشيا مع هذا التوجه، تخطط الحكومة الكولومبية لإنفاق 40 مليار دولار على مشاريع الطاقة النظيفة وكهربة النقل وتحسين الممارسات الزراعية، في إطار استراتيجيتها لتعويض الإيرادات المفقودة من صناعة الهيدروكربونات.