النفط يرتفع بفعل تباطؤ التضخم الأمريكي وتوقعات بتخفيف السياسة النقدية
فئة : النفط والغاز
شهدت أسعار النفط ارتفاعا يوم الاثنين بدعم من بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أقل من المتوقع، مما عزز الآمال بتخفيف السياسات النقدية. ومع ذلك، بقيت المكاسب محدودة بفعل توقعات فائض المعروض في العام المقبل، الذي يواصل الضغط على السوق.
وبحلول الساعة 0829 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.5% إلى 73.31 دولار للبرميل، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 0.6% إلى 69.86 دولار للبرميل.
وفي هذا السياق، أوضح محللونا أنه "بدأت الأصول الخطرة، بما في ذلك العقود الآجلة للأسهم الأمريكية والنفط الخام، الأسبوع على أساس أكثر استقرارا، حيث ساعدت بيانات التضخم الأضعف في تخفيف المخاوف بعد خفض أسعار الفائدة المتشدد من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. كما نعتقد أن إقرار مجلس الشيوخ الأمريكي تشريعا لإنهاء الإغلاق الجزئي خلال عطلة نهاية الأسبوع ساهم أيضا في تعزيز هذا الاستقرار".
وخلال الأسبوع الماضي، انخفض الخامان القياسيان بأكثر من 2% بسبب المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي والطلب على النفط بعدما أشار البنك المركزي الأميركي إلى الحذر بشأن المزيد من تخفيف السياسة النقدية. كما أثرت أبحاث شركة سينوبك، أكبر شركة تكرير في آسيا، والتي تشير إلى أن استهلاك النفط في الصين سيبلغ ذروته في عام 2027 على الأسعار.
ويوم الجمعة، قالت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع في الولايات المتحدة، إن مديري الأموال رفعوا مراكزهم الصافية الطويلة الأجل في العقود الآجلة والخيارات للخام الأمريكي في الأسبوع المنتهي في 17 ديسمبر.
من ناحية أخرى، هدأت المخاوف بشأن الإمدادات الأوروبية بعد تقارير عن إعادة تشغيل خط أنابيب دروزبا، الذي ينقل النفط الروسي والكازاخستاني إلى المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك وألمانيا، بعد توقفه يوم الخميس بسبب مشاكل فنية في محطة ضخ روسية.
واستؤنفت الشحنات يوم السبت، وفقا لوكالة أنباء بيلتا الرسمية في بيلاروسيا. وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو يوم الأحد إن الإمدادات على خط دروزبا إلى البلاد استؤنفت. وقبل التوقف، كان خط الأنابيب ينقل 300 ألف برميل يوميا من الخام.
في الوقت نفسه، حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة الاتحاد الأوروبي على زيادة وارداته من النفط والغاز الأمريكي أو مواجهة فرض رسوم جمركية على صادرات الكتلة. في المقابل، أعربت المفوضية الأوروبية عن استعدادها لمناقشة سبل تعزيز العلاقة القوية بالفعل مع الولايات المتحدة، بما في ذلك في قطاع الطاقة.
كما هدد ترامب يوم الأحد بإعادة تأكيد السيطرة الأمريكية على قناة بنما، متهما إياها بفرض أسعار مفرطة لاستخدام الممر المائي في أمريكا الوسطى، ما أثار توبيخا حادا من الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو حول الموضوع.
وفي الولايات المتحدة، ارتفع عدد منصات النفط العاملة بمقدار منصة واحدة إلى 483 الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر، وفقا لما ذكرته شركة بيكر هيوز يوم الجمعة.
وتوقع محللونا فائضا متزايدا في العرض للعام المقبل، مما سيثقل كاهل أسعار برنت إلى متوسط 70.50 دولارا للبرميل، من متوسط هذا العام البالغ 79.64 دولارا للبرميل.
على صعيد اخر، أظهرت بيانات تتبع السفن أن واردات الهند من الخام في نوفمبر، سجلت أعلى مستوى في تسعة أشهر في حين شكلت روسيا أصغر حصة لها في ثلاثة أرباع.
وكانت المصافي في الهند تتهافت على النفط الروسي الأرخص على الرغم من المشاكل التي فرضتها العقوبات التي تهدف إلى خفض عائدات موسكو من النفط لتمويل حربها في أوكرانيا.
على صعيد اخر، سجلت واردات الهند من النفط أعلى مستوى لها في تسعة أشهر خلال شهر نوفمبر، حيث استوردت حوالي 4.7 مليون برميل يوميا بزيادة 2.5% مقارنة بأكتوبر و5% عن العام السابق.
وعلى الرغم من التحديات الناتجة عن العقوبات المفروضة على روسيا، واصلت الهند شراء النفط الروسي الأرخص، لكن الحصة الروسية في إجمالي واردات الهند تراجعت بنسبة 13%، لتسجل 1.52 مليون برميل يوميا أو 32% من إجمالي الواردات.
في المقابل، زادت واردات الهند من النفط من الشرق الأوسط بنسبة 10.8%، لتشكل 48% من إجمالي الواردات، مما رفع حصة أوبك في مدخول الهند من الخام إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر.
من جهة أخرى، تراجعت حصة كومنولث الدول المستقلة (CIS) التي تشمل روسيا وكازاخستان وأذربيجان في واردات الهند إلى 35% في نوفمبر، مقارنة بـ40% في أكتوبر.
كما أظهرت البيانات انخفاض صادرات روسيا من النفط من موانئها الغربية الرئيسية في نوفمبر بسبب ارتفاع الطلب من المصافي المحلية، التي أنهت أعمال الصيانة. وفي سياق آخر، تعهدت روسيا بتخفيضات إضافية في إنتاجها النفطي اعتبارا من نهاية عام 2024 لتعويض الإنتاج الزائد في وقت سابق.
تنبيه : المحتوى المتاح على هذا الموقع مخصص لأغراض المعلومات والتعليم فقط ولا يعتبر نصيحة مالية أو توصية للشراء أو البيع أو التداول أو الاستثمار في أي أدوات مالية. من خلال استمرارك في تصفح أو قراءة هذا الموقع، فإنك تقر وتوافق على أنك تفهم أن أي محتوى على الموقع لا يعتبر نصيحة أو توجيهًا لتنفيذ أي معاملات مالية. نوصي دائما بالتشاور مع مستشار مالي مؤهل قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
23rd December,2024