قائمة المدونة

الأسواق الأوروبية تنتعش مدعومة بآمال تخفيف التعريفات الجمركية

 

أغلقت الأسواق الأوروبية على ارتفاع يوم الاثنين، مدعومة بتفاؤل المستثمرين عقب تقرير أفاد بأن الرسوم الجمركية الأمريكية قد تكون أقل حدة من التوقعات السابقة، مما أدى إلى دعم ملحوظ لقطاع السيارات.

 

وبنهاية التعاملات، أغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبي على ارتفاع بنسبة 0.9٪، عند أعلى مستوى له في أكثر من أسبوعين. كما قفزت البورصات الرئيسية الأخرى في جميع أنحاء المنطقة، حيث ارتفع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 2.2٪، في حين ارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 1.5٪، فيما ارتفع مؤشر إيبكس 35 الإسباني بنسبة 1.3٪.

 

وارتفع قطاع السيارات بنحو 3٪، مسجلا أفضل أداء له منذ أكثر من عام. وجاء هذا الارتفاع مدفوعا بتقرير لصحيفة واشنطن بوست، أفاد بأن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب يدرس خطة لفرض تعريفات تستهدف الواردات الأساسية فقط، مما قد يخفف الضغط على شركات تصنيع السيارات الأوروبية.  

 

وأعقب هذا التقرير اجتماعا عقد نهاية الأسبوع بين رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وترامب، مما أثار توقعات بتحسن العلاقات الثنائية، وهو ما قد يسهم في حماية إيطاليا من أسوأ تهديدات التعريفات الجمركية، ويوفر دعما أوسع للاتحاد الأوروبي.

 

ومع ذلك، فقد نفى ترامب ما ورد في التقرير لاحقا.

 

وفي هذا السياق، أشار محللونا أنه "تشير التوجهات الحالية إلى أن المسؤولين يخططون لتقليص نطاق التعريفات الجمركية، مما قد يقلل من التأثير السلبي على التجارة العالمية، ويحد من الضغط التضخمي في الولايات المتحدة، ويخفف من القيود على دورة خفض الفائدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي، مع تقليل الصدمة السلبية للنمو في الاقتصاد العالمي مقارنة بالتوقعات السابقة".

 

في الوقت نفسه، فقد أعطت الأخبار التي تفيد بأن مايكروسوفت ستستثمر 80 مليار دولار هذا العام في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، أسعار الأسهم في قطاع التكنولوجيا الأوروبي دفعة كبيرة. وتقدم قطاع التكنولوجيا بنسبة 3.9٪، بقيادة ASML وASMI وSTMicroelectronics.

 

كما استفادت العلامات التجارية الفاخرة ذات الروابط القوية مع الصين من موجة التفاؤل، حيث ارتفعت أسهم LVMH وHermes وKering وRichemont بنسبة تتراوح بين 2.4٪ و4.5٪.

 

في خلال ذلك، فقد تخلفت الأسهم الأوروبية عن نظيراتها الأمريكية خلال عام 2024، وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي واضطرابات سياسية في ألمانيا وفرنسا، بالإضافة إلى تهديدات إدارة ترامب بفرض رسوم جمركية، مما أدى إلى تصاعد حالة عدم اليقين في الأسواق.

 

وبينما يتطلع المستثمرون إلى المستقبل، من المرتقب صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع، أبرزها تقارير التضخم من جميع أنحاء أوروبا.

 

وستكون القطعة المحورية لهذا الأسبوع هي تقرير الرواتب غير الزراعية الأمريكية لشهر ديسمبر يوم الجمعة، وهو مقياس حاسم لتقييم مسار أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي لعام 2025.

 

على صعيد البيانات الاقتصادية، كشفت الأرقام الأولية من ألمانيا عن ارتفاع التضخم بوتيرة تفوق التوقعات. كما سجل قطاع الخدمات في ألمانيا نموا طفيفا، رغم استمرار انكماش النشاط الاقتصادي الإجمالي في منطقة اليورو للشهر الثاني على التوالي.

 

وارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب لبنك هامبورج التجاري لمنطقة اليورو بمقدار 0.1 نقطة إلى 49.6، متجاوزا القراءة الأولية البالغة 49.5 التي صدرت قبل أسبوعين، ومحققا زيادة ملحوظة مقارنة بمستوى 48.3 المسجل في نوفمبر.

 

وفي الصين، سجل مؤشر مديري المشتريات للخدمات Caixin/S&P Global أعلى مستوى له في سبعة أشهر عند 52.5 في ديسمبر وسط ارتفاع في الطلب المحلي، متجاوزا القراءة المتوقعة عند 51.7 وقراءة نوفمبر عند 51.5.

 

ويوم الإثنين، ارتفع اليورو بنسبة 0.75% إلى مستوى 1.0395 دولار، بينما سجل الجنيه الإسترليني ارتفاعا بنحو 0.69% ليبلغ 1.2508 دولار.

 

ومن بين الأسهم الفردية الأخرى، انخفض سهم رولز رويس بنسبة 2.6٪ بعد أن خفضت مجموعة سيتي جروب تصنيف شركة الهندسة البريطانية إلى "محايد" من "شراء".

 

كما تراجعت أسهم شركة السلع الاستهلاكية العملاقة يونيليفر المدرجة في لندن وأمستردام بعد أن خفضت RBC Capital Markets تصنيف السهم إلى "أداء أقل من المتوسط" من "أداء القطاع". وقال البنك إن تقييم السهم يدفع نحو أفضل مستوى في فئته وهو ما يعتقد أنه غير مبرر، في حين أن نسبة المخاطرة ترجح الجانب السلبي.