الأسهم الأوروبية تغلق منخفضة وسط ارتفاع عوائد السندات
فئة : أسواق الأسهم
شهدت الأسواق الأوروبية تراجعا في نهاية تعاملات يوم الاثنين، متأثرة بارتفاع عوائد السندات الحكومية، مما دفع المستثمرين إلى تقليص حيازاتهم من الأسهم مع اقتراب نهاية العام.
وبنهاية التعاملات، انخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.3%، حيث كانت أسهم قطاعي التكنولوجيا والسلع الصناعية الأكثر تضررا. وكانت أحجام التداول هزيلة قبيل عطلة رأس السنة الجديدة يوم الأربعاء. وستغلق أسواق الأسهم في ألمانيا وإيطاليا وسويسرا يوم الثلاثاء أيضا، في حين تستمر جلسات التداول في المملكة المتحدة وفرنسا لنصف يوم.
وعلى الرغم من هذا التراجع اليومي، يتجه مؤشر ستوكس 600 نحو تحقيق مكاسب سنوية بنسبة 5.9%، مع أداء قوي للأسهم الألمانية وضعف نسبي للأسهم الفرنسية.
ومن المتوقع أن يسجل مؤشر داكس الألماني ارتفاعا سنويا بنسبة 19%، بينما يتوقع أن يتراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 2.5% خلال العام. هذا الأداء يتباين مع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأمريكي، الذي شهد ارتفاعا بنسبة 25% مدفوعا بتخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي وازدهار الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي.
في خلال ذلك، ارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى له منذ منتصف نوفمبر، متأثرا بارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وسط حالة من عدم اليقين بشأن السياسات النقدية المستقبلية والتوقعات التضخمية.
وعلى صعيد الاقتصاد الكلي، من المتوقع أن تشهد ألمانيا تحسنا اقتصاديا بعد فترة ركود طويلة، مع توجهات لتخفيف سياسة "فرملة الديون" التي تحد من عجز الموازنة.
في الوقت نفسه، يعتزم فريدريش ميرتس، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي يتوقع أن يتولى الحكومة بعد الانتخابات في فبراير، تنفيذ إصلاحات لزيادة المرونة المالية خلال الأزمات الاقتصادية والطوارئ. ويقترح مجلس الخبراء الاقتصاديين الألماني رفع سقف الديون إذا ظل الدين الوطني منخفضا، والذي يبلغ حاليا 62% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو من بين الأدنى في منطقة اليورو.
وتتطلب هذه التعديلات الدستورية أغلبية ثلثي البرلمان، مما قد يستلزم تشكيل ائتلاف حكومي مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي. وتهدف هذه الإصلاحات إلى تعزيز الاستثمارات العامة وتحسين البنية التحتية وزيادة الإنتاجية، مما يوفر فرصة لإعادة تنشيط الاقتصاد الألماني بعد 15 عاما من القيود المالية الصارمة.
وفي المملكة المتحدة، انخفض مؤشر فايننشال تايمز 100 بنسبة 0.2% في تداولات ضعيفة، بعد تحقيقه أفضل أداء أسبوعي له في ديسمبر. وقاد قطاعا الطيران والدفاع التراجعات، بينما شهدت أسهم شركات البناء والسلع المنزلية ارتفاعا طفيفا.
وعلى الرغم من هذا التراجع، يتجه المؤشر نحو تحقيق مكاسب سنوية للعام الرابع على التوالي. ويستعد المستثمرون لعام 2025 بمزيد من الحذر، في ظل توقعات بتغيرات في السياسات النقدية والمالية، بما في ذلك سياسات التعريفات الجمركية المحتملة من قبل الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وتأثيرات ميزانية وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز، وتوجهات بنك إنجلترا في مواجهة التحديات التضخمية المستمرة.
وفي أسواق الطاقة، شهدت أسعار النفط انخفاضا طفيفا في تداولات ضعيفة، حيث تراجع خام برنت إلى 74.09 دولارا للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى 70.55 دولارا للبرميل. وحاليا، يترقب المستثمرون بيانات اقتصادية من الصين والولايات المتحدة لتقييم الطلب المستقبلي على النفط.
كما جاء هذا الانخفاض بعد ارتفاع الأسعار بنسبة 1.4% في الأسبوع السابق، مدعوما بتراجع مخزونات النفط الأمريكية وزيادة الطلب خلال موسم العطلات. وتعزز التوقعات بنمو الاقتصاد الصيني، مدفوعة بإصدار السلطات الصينية لسندات خزانة خاصة لعام 2025، من توقعات الطلب على النفط.
بالإضافة إلى ذلك، تراقب الأسواق عن كثب المفاوضات الأوروبية بشأن تأمين اتفاق جديد لنقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا، مما قد يزيد من واردات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا.
وفي سوق العملات، شهد اليورو تراجعا بنسبة 0.24% إلى مستوى 1.0400 دولار يوم الاثنين. كما انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% إلى مستوى 1.2547 دولار، متأثرا بضعف البيانات الاقتصادية البريطانية واستمرار المخاوف بشأن آفاق السياسة النقدية لبنك إنجلترا.
وفي أخبار الشركات، أتمت شركة نفيديا استحواذها على شركة Run ai الإسرائيلية للذكاء الاصطناعي بقيمة 700 مليون دولار، بعد تجاوزها عقبات تنظيمية من قبل المفوضية الأوروبية. وأعربت الجهات التنظيمية عن مخاوفها بشأن تأثير هذا الاستحواذ على المنافسة في السوق، نظرا لسيطرة نفيديا على حوالي 80% من سوق وحدات معالجة الرسوميات المخصصة للذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، خلصت المفوضية إلى أن الصفقة لا تثير قضايا تنافسية كبيرة.
أيضا، تخطط شركة Run ai لجعل برمجياتها مفتوحة المصدر لتوسيع نطاق استخدامها بما يتجاوز أجهزة نفيديا، بهدف دعم النظام البيئي الأوسع للذكاء الاصطناعي.
ومن بين التحركات البارزة في السوق أيضا، تراجع سهم سيمنس هيلثينيرز بنسبة 1.2% بعد تقارير عن مراجعة سيمنس إيه جي لحصتها الأغلبية في الشركة.
في الوقت نفسه، تصدرت شركة التجزئة وتجارة البقالة البريطانية Ocado الانخفاضات، حيث تراجعت بأكثر من 3%، بعد تقارير الأسبوع الماضي والتي افادت بأن العديد من عمليات تسليم عيد الميلاد الخاصة بها كانت تفتقر إلى مواد أساسية.
في المقابل، ارتفعت أسهم BayWa بنسبة 20% بعد أن قالت شركة التوريدات الزراعية الألمانية إنها توصلت إلى اتفاق إعادة هيكلة مع كبار المساهمين والمقرضين. كما ارتفعت أسهم لوفتهانزا بنسبة 1.7%.
تنبيه : المحتوى المتاح على هذا الموقع مخصص لأغراض المعلومات والتعليم فقط ولا يعتبر نصيحة مالية أو توصية للشراء أو البيع أو التداول أو الاستثمار في أي أدوات مالية. من خلال استمرارك في تصفح أو قراءة هذا الموقع، فإنك تقر وتوافق على أنك تفهم أن أي محتوى على الموقع لا يعتبر نصيحة أو توجيهًا لتنفيذ أي معاملات مالية. نوصي دائما بالتشاور مع مستشار مالي مؤهل قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
30th December,2025
