الأسهم الأوروبية تتراجع لأدنى مستوياتها في أسبوع وسط تكهنات بخفض محتمل لأسعار الفائدة الأمريكية
فئة : أسواق الأسهم
تراجعت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوياتها في أسبوع يوم الاثنين، وسط موجة بيع واسعة النطاق مع تعرض الأسهم العالمية لضغوط عقب بيانات الوظائف الأمريكية، مما عزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيتجه نحو خفض أسعار الفائدة بحذر خلال هذا العام.
وبنهاية التعاملات، أغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبي على تراجع بنسبة 0.5% ليصل إلى 508.71 نقطة، مسجلا أدنى مستوياته منذ السادس من يناير، بعد تراجعه بنحو 1% خلال الجلسة السابقة. وجاء هذا التراجع على خلفية تسارع غير متوقع في نمو الوظائف الأمريكية خلال ديسمبر وانخفاض معدل البطالة إلى 4.1%.
في الوقت نفسه، تترقب الأسواق بيانات التضخم الشهرية الأمريكية المرتقبة يوم الأربعاء، حيث يتوقع أن تلعب دورا حاسما في تقييم احتمالات اتخاذ الاحتياطي الفيدرالي خطوات إضافية نحو خفض أسعار الفائدة.
وتراجعت أسهم التكنولوجيا الحساسة لتحركات أسعار الفائدة بنسبة 1.2%، متأثرة بالانخفاضات التي شهدتها وول ستريت، فيما هبط قطاع العقارات بنسبة 1.3% وقطاع الرعاية الصحية الثقيل الوزن بنسبة 1.2%.
في المقابل، سجلت أسهم الطاقة ارتفاعا بنسبة 1.1%، مدعومة بصعود أسعار النفط الخام نتيجة العقوبات الأمريكية الموسعة على صادرات النفط الروسي، التي أثرت على الإمدادات الموجهة إلى مشترين رئيسيين مثل الهند والصين.
ولا تزال الأسواق تعاني من حالة عدم الاستقرار نتيجة المخاوف المستمرة بشأن ارتفاع التضخم، وتراجع احتمالات خفض إضافي لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب النقاشات المحيطة بسياسات التعريفات الجمركية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبحسب تقديرات أبرز شركات الوساطة المالية، قد تؤدي حالة عدم اليقين حول السياسات الأمريكية إلى إبطاء النمو الاقتصادي العالمي بشكل متواضع في عام 2025، وتغذية التقلبات في الأسواق العالمية.
وفي نفس السياق، أشار محللونا أنه "ستكون البيانات الأوروبية الرئيسية الأسبوع المقبل ذات أهمية خاصة بعد تنصيب الرئيس الامريكي دونالد ترامب. وفي حالة اتجاه ترامب نحو تبني سياسات الحروب التجارية وفرض التعريفات الجمركية، فقد يخلق ذلك سيناريو أكثر صعوبة لأوروبا. وحتى تتضح خطواته السياسية بشكل عملي، سيظل المسار الذي ستسلكه أوروبا غير مؤكد".
وفي الأخبار الاقتصادية، قالت الصين إن فائضها التجاري بلغ ما يقرب من تريليون دولار العام الماضي حيث استمرت صادراتها في الهيمنة مع اقتراب حرب تجارية محتملة بعد أيام من وصول دونالد ترامب كرئيس.
وقالت الإدارة العامة للجمارك إن 3.58 تريليون دولار من الصادرات غادرت البلاد العام الماضي، بينما بلغت الواردات 2.59 تريليون دولار. وحطم الفائض البالغ 990 مليار دولار الرقم القياسي السابق البالغ 838 مليار دولار في عام 2022.
وهدد ترامب، الذي يتولى منصبه الأسبوع المقبل، بفرض رسوم جمركية على الصين ودول أخرى، مما أدى إلى تفاقم موقف تجاري عدواني بالفعل ضد ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
في خلال ذلك، ظلت عائدات سندات الحكومات الأوروبية مرتفعة، بما يتماشى مع سندات الخزانة الأمريكية. وتم تداول العائد على السندات الألمانية لأجل عشر سنوات بالقرب من أعلى مستوياته في أكثر من ستة أشهر.
وفي المملكة المتحدة، قفز العائد على السندات الحكومية لأجل 30 عاما إلى أعلى مستوى جديد في 27 عاما، مما أدى إلى تمديد عمليات البيع إلى أسبوع ثان.
من ناحية أخرى، فقد أشار كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي فيليب لين إلى أن البنك قد يخفف السياسة النقدية هذا العام، ولكن يجب أن يحقق التوازن لتجنب إثارة الركود أو تأخير السيطرة على التضخم بشكل مفرط.
وفي وقت لاحق من هذا الأسبوع، سيدتم مراقبة بيانات التضخم من جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك المملكة المتحدة وألمانيا، عن كثب.
وعلى صعيد العملات، سجل اليورو تراجعا بنسبة 0.3% إلى مستوى 1.0190 دولار، بينما انخفض الجنيه الإسترليني إلى 1.2130 دولار خلال تداولات يوم الإثنين.
وفي أخبار الشركات، ارتفع سهم Biomerieux بنسبة 3.6% بعد أن وافقت شركة التشخيص المختبري على الاستحواذ على نظيرتها النرويجية SpinChip مقابل 111 مليون يورو (113.5 مليون دولار) نقدا.
كما ارتفع سهم Eurazeo بنسبة 3.7% بعد أن رفعت شركة Goldman Sachs تصنيفها للسهم إلى "شراء" من "محايد".
تنبيه : المحتوى المتاح على هذا الموقع مخصص لأغراض المعلومات والتعليم فقط ولا يعتبر نصيحة مالية أو توصية للشراء أو البيع أو التداول أو الاستثمار في أي أدوات مالية. من خلال استمرارك في تصفح أو قراءة هذا الموقع، فإنك تقر وتوافق على أنك تفهم أن أي محتوى على الموقع لا يعتبر نصيحة أو توجيهًا لتنفيذ أي معاملات مالية. نوصي دائما بالتشاور مع مستشار مالي مؤهل قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
13th January,2025
