Sunday, 13 April, 2025
أسهم أوروبا تحقق أطول سلسلة مكاسب أسبوعية منذ خمسة أشهر
اختتمت الأسهم الأوروبية تعاملات الجمعة على ارتفاع، مدعومة بانخفاض عائدات السندات الحكومية وبيانات اقتصادية إيجابية من الصين، حيث سجل مؤشر ستوكس 600 مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي.
وفي ختام الجلسة، ارتفع المؤشر الأوروبي القياسي بنسبة 0.7%، محققا مكاسب أسبوعية تجاوزت 2%، ما يمثل أطول سلسلة ارتفاعات منذ 26 أغسطس من العام الماضي.
وكانت أغلب القطاعات الفرعية في مؤشر ستوكس تتداول على ارتفاع، مع ارتفاع القطاعات الحساسة لأسعار الفائدة، مثل البناء والصناعة، بنسبة 1.6% و1.5% على التوالي.
في خلال ذلك، كانت عائدات السندات الألمانية القياسية في منطقة اليورو في طريقها إلى أول انخفاض أسبوعي لها منذ أوائل ديسمبر 2024.
وتلقت ثقة المستثمرين دفعة إضافية من الأداء الاقتصادي في الصين، والذي على الرغم من توافقه مع هدف الحكومة المتمثل في نمو بنسبة 5٪ للعام السابق، إلا أنه كان غير متوازن. وعزز هذا قطاع الموارد الأساسية، الذي ارتفع بنسبة 2٪.
وعلى مدار الأسبوع، شهدت الأسهم الأوروبية بعض الانتعاش، حيث استجابت الأسواق العالمية إيجابيا لتباطؤ التضخم الأساسي في الولايات المتحدة، مما عزز الآمال بخفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي وزاد من تفاؤل المستثمرين.
كما ساهمت الأرباح القوية التي أعلنتها شركة ريتشمونت، مالكة علامة كارتييه، يوم الخميس، في دعم أسهم شركات السلع الفاخرة الكبرى مثل LVMH وKering وSwatch، مما منح دفعة إضافية للمؤشر الأوسع.
وفي بريطانيا، تفوق مؤشر FTSE 100 على نظرائه في القارة، حيث ارتفع بنسبة 1.3٪ ليغلق عند أعلى مستوى على الإطلاق.
وكان القطاع الوحيد الذي سجل تراجعا هو الرعاية الصحية، حيث انخفض بنسبة 0.8%. وأشار بنك باركليز إلى موقف حذر تجاه الأدوية الأوروبية وعلوم الحياة، متوقعا أن يشهد النصف الأول من العام تحديات كبيرة.
وفي الأخبار الاقتصادية أيضا، تراجعت مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة بشكل غير متوقع بنسبة 0.3٪ في ديسمبر، وفقا لبيانات مكتب الإحصاء الوطني، بعد تعديل زيادة نوفمبر نزوليا إلى 0.1٪، مما خالف التوقعات بتحسن بنسبة 0.4٪.
وبينما انخفضت مبيعات السوبر ماركت، شهدت متاجر التجزئة غير الغذائية، مثل متاجر الملابس، انتعاشا طفيفا ساهم في تعويض بعض التراجع. كما أظهرت البيانات الفصلية انخفاضا في أحجام المبيعات بنسبة 0.8٪ مقارنة بالربع السابق، رغم أنها ارتفعت بنسبة 1.9٪ عن نفس الفترة في 2023.
وفي الوقت نفسه، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو المملكة المتحدة في عام 2025 إلى 1.6٪، مشيرا إلى زيادة الاستثمار وتحسن المالية الأسرية وخفض أسعار الفائدة المتوقعة من قبل بنك إنجلترا.
ومع ذلك، خفض صندوق النقد الدولي توقعات النمو لمنطقة اليورو وألمانيا، مشيرا إلى زخم أضعف من المتوقع وتوترات جيوسياسية.
كما حذر صندوق النقد الدولي من أن التخفيضات الضريبية والتعريفات الجمركية التي اقترحها الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب قد تؤدي إلى زيادة المخاطر العالمية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة وتعطيل تدفقات التجارة.
ومن المتوقع أن يظل النمو العالمي أقل من مستويات ما قبل الجائحة عند 3.3٪ هذا العام والعام المقبل.
وعلى مستوى القارة، ارتفع التضخم في منطقة اليورو إلى أعلى مستوى في خمسة أشهر خلال ديسمبر، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلك السنوي 2.4٪، وفقا ليوروستات. وقادت أسعار الطاقة هذا الارتفاع، بينما بقي التضخم الأساسي، الذي يستثني العناصر المتقلبة، مستقرا عند 2.7٪ للشهر الرابع على التوالي.
وفي هذا السياق، توقع محللونا أن تخف الضغوط التضخمية في الأشهر المقبلة، مشيرين إلى أن التأثيرات الأساسية غير المواتية لأسعار الطاقة ستنعكس بحلول أوائل 2025، مدعومة بتباطؤ طفيف في تضخم الخدمات.
وبالنظر إلى الأسبوع المقبل، سيتحول الاهتمام إلى تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وسوف يراقب المستثمرون باهتمام أي إعلانات سياسية جديدة، بما في ذلك إمكانية فرض تعريفات تجارية، والتي قد يكون لها آثار كبيرة على أوروبا.
وفي سوق العملات، تراجع اليورو بنحو 0.28% إلى مستوى 1.0274 دولار، في حين انخفض الجنيه الاسترليني بنسبة 0.5% إلى 1.2166 دولار يوم الجمعة.
وفي أخبار الشركات الأخرى، تراجعت أسهم شركة ساب بنحو 5.3٪ بعد أن أعلنت شركة تصنيع المعدات الدفاعية السويدية عن نتائج الربع الرابع.
في المقابل، ارتفع سهم أفولتا 8.4% بعد أن قالت شركة التجزئة السويسرية المعفاة من الرسوم الجمركية إنها تخطط لإعادة شراء أسهم بما يعادل 200 مليون فرنك سويسري (220 مليون دولار) لإلغائها في المستقبل.