Sunday, 13 April, 2025
أسعار النفط ترتفع مدعومة بتراجع الدولار وترقب سياسات ترامب
ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف يوم الأربعاء مع ضعف الدولار، حيث يراقب المتعاملون عن كثب مخزونات الولايات المتحدة، والتعريفات الجمركية التي اقترحها الرئيس دونالد ترامب والتأثير المحتمل لحالة الطوارئ الوطنية للطاقة التي أعلنها في أول يوم له في منصبه.
وفي الساعة 1022 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.54٪ إلى 79.72 دولارا للبرميل. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.59٪ إلى 76.28 دولارا.
في الوقت نفسه، يكافح الدولار لاستعادة قوته مقابل العملات الرئيسية، حيث يتداول بالقرب من أدنى مستوياته في أسبوعين. وعادة ما يسهم ضعف الدولار في دعم أسعار النفط.
وفي هذا السياق، أوضح محللونا "يحظى النفط بدعم طفيف من ضعف الدولار إلى جانب المعنويات الإيجابية المرتبطة بارتفاع أسواق الأسهم. أيضا، من المحتمل أن تساهم التوقعات بتراجع مخزونات النفط الخام الأمريكية هذا الأسبوع في رفع الأسعار بشكل طفيف. كما لا يزال المستثمرون في انتظار مزيد من الوضوح بشأن الخطوات المستقبلية التي قد يتخذها ترامب بشأن سياسات التعريفات والعقوبات".
وفي وقت متأخر من يوم الثلاثاء، قال ترامب إن إدارته تناقش فرض تعريفات بنسبة 10٪ على السلع المستوردة من الصين في الأول من فبراير، وهو نفس اليوم الذي قال فيه سابقا إن المكسيك وكندا قد تواجهان رسوما بنحو 25٪.
كما تعهد بفرض رسوم على الواردات الأوروبية، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
أيضا، صرح الرئيس الأمريكي أن إدارته "ربما" تتوقف عن شراء النفط من فنزويلا، التي تعد واحدة من كبار موردي النفط إلى البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، فقد وضع ترامب خطة شاملة لتعظيم إنتاج النفط والغاز المحلي، بما في ذلك إعلان حالة الطوارئ الوطنية للطاقة لتسريع التصاريح، وإلغاء الحماية البيئية، وسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.
وفي السياق ذاته، أشار محللونا إلى أن سياسة ترامب من غير المرجح أن تحفز الاستثمار في قطاع الطاقة على المدى القريب أو تغير من نمو الإنتاج الأمريكي. وأضافوا أن هذه السياسة قد تساهم في تخفيف التراجع المحتمل في الطلب على المنتجات المكررة.
وفي الوقت نفسه، ضربت عاصفة شتوية نادرة ساحل الخليج الأمريكي يوم الثلاثاء.
وفي مكان آخر، قدرت هيئة خطوط الأنابيب في ولاية داكوتا الشمالية انخفاض إنتاج النفط بما يتراوح بين 130 ألفا و160 ألف برميل يوميا بسبب الطقس البارد الشديد والتحديات التشغيلية ذات الصلة، وفقا لما ذكرته هيئة خطوط الأنابيب في الولاية يوم الثلاثاء.
من ناحية أخرى، تثير سياسة الرئيس الامريكي دونالد ترامب النفطية مخاوف كبيرة، خاصة فيما يتعلق بتأثيرها السلبي المحتمل على منتجي النفط في الخليج. وينظر إلى نهج ترامب، الذي يركز على تقليل اعتماد الولايات المتحدة على النفط الأجنبي وتعزيز الإنتاج المحلي، على أنه تهديد لدول الخليج التي تعتمد بشكل كبير على صادرات النفط.
ويحذر الاقتصاديين من أن هذه السياسة قد تؤدي إلى زيادة المنافسة وهبوط أسعار النفط، مما يضع ضغوطا على اقتصادات دول الخليج التي تعتمد على إيرادات النفط المرتفعة لتمويل ميزانياتها ومشاريع التنمية.
علاوة على ذلك، تبرز المخاطر المرتبطة بأجندة ترامب "أميركا أولا" في قطاع الطاقة، التي قد ترفع التكاليف على الدول المنتجة للنفط في منطقة الشرق الأوسط. ويشير التقارير إلى أن التوتر المتزايد بين سعي الولايات المتحدة للاستقلال في مجال الطاقة والأسواق النفطية العالمية قد يتسبب في تقلب أسعار النفط، ما يؤثر على المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وفي حال حدوث تغييرات مفاجئة في السياسات، قد تواجه دول الخليج، التي استثمرت بشكل كبير في تنويع اقتصاداتها بعيدا عن النفط، تهديدا لاستراتيجيات نموها على المدى الطويل، مما يزيد من حالة عدم اليقين في أسواق النفط العالمية.