Aswagalmal
خبر عاجل

تهديد ترامب بإقالة باول ينذر بانعكاسات سلبية على الأسواق

الأسواق العالمية April 18, 2025

0 الإعجابات 0 تعليقات

يدرك المستثمرون أن إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول من قِبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستكون سيئة للغاية على الأسواق تماماً كما هو الحال في الحرب التجارية العالمية الحالية . ولكن الإقالة خطرٌ بعيد المدى يصعب قياسه بدقة، مما يعني أن السوق لن يكون مستعداً لها.

وقد صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس خلافه مع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول - الذي رشّحه ترامب بنفسه عام 2017 - وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي أن "إقالة باول لا يمكن أن تتم بالسرعة الكافية"، ثم صرَّح للصحفيين لاحقاً أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي "يلعب بالسياسة".

وانتقد ترامب بشكل لاذع جيروم باول ووصف قراراته بأنها "متأخرة وخاطئة دائماً".

وقال ترامب، في تصريحات نشرها عبر منصة تروث سوشيال، إن البنك المركزي الأوروبي يخفض أسعار الفائدة للمرة السابعة، بينما لا يزال الاحتياطي الفيدرالي الأميركي متردداً في اتخاذ الخطوة ذاتها.

ووصف ترامب التقرير الأخير الذي أصدره باول بأنه "فوضى عارمة"، معتبراً أنه يعكس استمرار التخبط في سياسة الفيدرالي.

وأضاف: "أسعار النفط تنخفض، وأسعار البقالة – حتى البيض! – تتراجع، والولايات المتحدة تجني ثروات من الرسوم الجمركية"، في إشارة إلى ما يراه تحسناً في المؤشرات الاقتصادية التي تستدعي خفضاً فورياً للفائدة.

وأكد ترامب أنه كان يجب على باول أن يتخذ هذه الخطوة منذ فترة طويلة، مثلما فعل البنك المركزي الأوروبي، مشدداً على أن الوقت قد حان لتحرك عاجل.

إن انتقادات ترامب اللاذعة على وسائل التواصل الاجتماعي لباول لعدم خفضه أسعار الفائدة كثيرة لدرجة أنه يُمكن مُسامحة المستثمرين المُتشائمين على إقالتهم. ولكن لا ينبغي لهم ذلك. ويأتي هجوم ترامب يوم الخميس بعد أيام فقط من إفساح المحكمة العليا الطريق له لطرد الديمقراطيين من مجلسين اتحاديين للعمل قبل انتهاء ولايتهما، وهي خطوة يرى بعض المحامين والمحللين أنها قد تُعرّض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، مثل باول، للخطر. وصرح باول يوم الأربعاء بأنه لا يعتقد أن هذا ينطبق على الاحتياطي الفيدرالي، لكنه غير متأكد.

وتأتي هذه الهجمة الأخيرة في لحظة بالغة الخطورة على الأسواق الأمريكية والعالمية. فنادراً ما كان مستوى الثقة بالدولار وسندات الخزانة، والثقة بالسياسة الاقتصادية الأمريكية، والثقة بالمؤسسات الأمريكية والحوكمة، أقل من هذا المستوى.

وهذا يفرض ضغطاً تصاعدياً على "علاوة الأجل" في سوق السندات الأمريكية. وهذا هو مستوى التعويض غير الواضح نوعاً ما الذي يطلبه المستثمرون مقابل المخاطرة بإقراض الحكومة الأمريكية على المدى الطويل بدلاً من تجديد القروض قصيرة الأجل. وبلغت علاوة الأجل أعلى مستوياتها منذ عقد.

وليس من الصعب فهم سبب قلق المستثمرين. فالثقة باستقلال البنوك المركزية أساسية في النظام المالي الحديث. ذلك لأن السياسة النقدية المتأثرة سياسياً قد تكون شائعة ومحفزة على المدى القصير، لكنها ضارة على المدى الطويل. وكما قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق بن برنانكي عام 2010: "التدخل السياسي في السياسة النقدية قد يُولّد دورات ازدهار وكساد غير مرغوب فيها، تؤدي في النهاية إلى اقتصاد أقل استقراراً وارتفاع في التضخم".

تعليقات

إضافة تعليق