تتمتع سوق تعويضات الكربون (التعويض عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون) بالقدرة على أن تصبح فئة الأصول التالية بقيمة تريليون دولار، لأنها واحدة من الأساليب القليلة المتاحة مالياً والتي تشجع الشركات على تحمل المسؤولية عن تلوثها.

ولهذا السبب، تستثمر الشركات العالمية في مجال تعويضات الكربون بشكل متزايد، وتنمو هذه الاستثمارات بمعدل سريع.

ويُمكن للبلدان أن تصبح مُحايدة على مستوى انبعاثات الكربون عن طريق الحد من كمية غازات الدفيئة التي تنتجها ومن خلال تعويض الانبعاثات التي لا يُمكن خفضها. وبالفعل، أصبح سوق تعويض الكربون جذّابًا بشكل متزايد للبلدان والشركات والأفراد، الذين يمولون مشاريع إما ستُسهم في امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، أو في التقليل من إطلاق ثاني أكسيد الكربون.

وقد اشترت شركات عالمية، بما فيها ديزني ومايكروسوفت وغوتشي وإكسون موبيل وشركات طيران مثل دلتا وإيزي جيت، مؤخراً تعويضات الكربون وأنفقت ملايين الدولارات لموازنة انبعاثاتها.

ووجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة أبحاث المناخ "تروف" العام الماضي أن الاستثمار في مشاريع ائتمان الكربون بلغ 36 مليار دولار بين عامي 2012 و2022، ونصفها حدث بعد عام 2020. وذكرت الدراسة أن هناك زيادة بنسبة 160 في المائة في مشاريع ائتمان الكربون التي تم تطويرها وتسجيلها لدى سجلات الكربون الخمسة الرائدة في فترة ما بعد كوفيد بين عامي 2020 و2023 مقارنة بفترة ما قبل الوباء بين عامي 2012 و2020.

وقد شهدت إصدارات أرصدة سوق الكربون الطوعية - التي تقدر قيمتها بنحو 2 مليار دولار في عام 2022 - نمواً ملحوظاً، حيث تضاعف حجمها عن العام السابق، وفقاً لما أوردته منظمة Ecosystem Marketplace غير الربحية ومقرها واشنطن. ومن المتوقع أن يتبع ذلك نمو هائل، حيث من المتوقع أن تصل القيمة الإجمالية لائتمان الكربون التي يتم إنشاؤها وبيعها إلى حوالي تريليون دولار بحلول عام 2037، وفقاً لتقرير صادر عن BloombergNEF.

ويتعزز هذا الزخم من قبل أولئك الذين يبحثون عن طرق مؤثرة وأكثر واقعية للحد من انبعاثاتهم خلال المراحل المبكرة من انتقالهم المتجدد الكامل. ويشمل ذلك مبادرات مثل تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي الصفر، وهي مجموعة من 450 مؤسسة مالية تدير أكثر من 130 تريليون دولار من الأصول، وكلها ملتزمة بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

كما أعلنت شركات آبل وألفابت وأمازون وسامسونج وشركات صناعة السيارات الرائدة مثل تويوتا وبي إم دبليو ومجموعة مرسيدس بنز، عن أهداف صافي الصفر بمساعدة تعويضات الكربون، وفقاً لموقع Net Zero Tracker.