أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، إحدى الشركات العالمية في مجال الطاقة النظيفة، عن توقيع اتفاقية مع "آر دبليو اي" الألمانية المتخصصة في مجال الطاقة المتجددة للاستثمار في مشروع بقيمة 11 مليار جنيه استرليني (14 مليار دولار)  ويتضمن استحواذ "مصدر" على حصة 49 بالمائة من مشروع محطات "دوغر بانك ساوث" لطاقة الرياح بقدرة 3 جيجاواط والتابع لشركة "آر دبليو اي".

يضم المشروع، الذي من شأنه دعم قطاع الطاقة المتجددة بالمملكة المتحدة، أحد أكبر محطات طاقة الرياح البحرية المخطط تطويرها على مستوى العالم، والتي سوف تساهم في توفير الطاقة لملايين المنازل في المملكة المتحدة والحد من الانبعاثات الكربونية فضلاً عن توفير 3000 فرص عمل.

ويخضع إغلاق الصفقة للحصول على الموافقات التنظيمية وشروط الإغلاق المعتادة ومن المتوقع أن يتم إنجاز ذلك في الربع الأول من عام 2024.

وقع الاتفاقية محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر"، ود. ماركوس كريبر، الرئيس التنفيذي لشركة "آر دبليو اي" اليوم على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف "كوب 28".

ومن شأن هذه الاتفاقية إعطاء دفعة كبيرة للاقتصاد البريطاني وتعكس في الوقت نفسه التزام دولة الإمارات الراسخ بدعم تحقيق أهداف الحياد المناخي للمملكة المتحدة وحول العالم.

تشكل هذه الاتفاقية امتداداً لشراكة الاستثمار السيادي بين البلدين، والتي تشمل استثمارات بقيمة 10 مليارات جنيه إسترليني في مجالات التكنولوجيا والبنية التحتية وانتقال الطاقة.

وبموجب هذه الاتفاقية ستتضافر جهود الشركتين الرائدتين عالمياً في مجال الطاقة النظيفة لتطوير هذا المشروع الرائد الذي تبلغ قدرته الإنتاجية 3 جيجاواط، ومن المتوقع أن يزوّد ثلاثة ملايين منزل بالكهرباء في المملكة المتحدة، ويساهم في توفير 2000 فرصة عمل خلال مرحلة الإنشاء وأكثر من 1000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال مرحلة التشغيل.

ويقع المشروع على بعد 100 كيلومتر من الساحل الشمالي الشرقي لانجلترا، وسوف تتوزع محطات طاقة الرياح على موقعين، وهما المصفوفة الشرقية والمصفوفة الغربية.. وسوف تنتج كل مصفوفة 1.5 جيجاواط من الكهرباء وستمتد على مساحة 500 متر مربع.

وسوف تستحوذ "مصدر" على حصة 49 بالمائة من هذه المشاريع، في حين ستواصل "آر دبليو اي"، التي تستحوذ على حصة 51 بالمائة منها، تولي مهام تطوير وإنشاء وتشغيل المشاريع على عمر المشاريع.

ومن المتوقع أن تبدأ أعمال الإنشاءات في أواخر عام 2025، في حين من المخطط أن تدخل أول 800 ميجاواط حيز التشغيل في عام 2029.. بينما يتوقع أن يدخل كامل المشروع حيز التشغيل في ديسمبر 2031.

تزويد ملايين الأسر بطاقة نظيفة وآمنة

وبهذه المناسبة، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف (كوب 28) رئيس مجلس إدارة "مصدر": "تماشياً مع رؤية القيادة بتوسيع نشر حلول الطاقة المتجددة والحد من تداعيات تغير المناخ، يأتي استثمار مصدر في مشروع دوغر بانك ساوث الذي يعد أحد أكبر مشاريع طاقة الرياح البحرية في العالم، ليؤكد التزامنا بتنفيذ مشروعات عمليّة تسهم في خفض الانبعاثات بشكل كبير، إلى جانب تزويد ملايين الأسر بطاقة نظيفة وآمنة وبتكلفة مناسبة".

وأوضح أن العالم يحتاج إلى زيادة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة كفاءة استخدام الطاقة بحلول عام 2030 لتحقيق أهداف اتفاق باريس خصوصاً المحافظة على إمكانية تفادي تجاوز ارتفاع حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية. وفيما يسعى المشاركون في مؤتمر الأطراف (كوب 28) لصياغة خطة موحّدة لتحقيق نقلة نوعية تعيد العمل المناخي إلى المسار الصحيح، وتوحيد الجهود العالمية لحماية كوكب الأرض، فإن مشاريع مثل ’دوغر بانك ساوث‘ تجسّد أهمية التعاون بين الدول والشركات والمجتمعات لتطوير حلول مبتكرة وذات جدوى.. كما يعكس المشروع عمق علاقات الصداقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، خاصة بعد توقيع شراكة الاستثمار السيادي بين البلدين، والتي تم توسيعها خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إلى بريطانيا في 2021 لتشمل استثمارات بقيمة 10 مليارات جنيه إسترليني في مجالات التكنولوجيا والبنية التحتية والانتقال في قطاع الطاقة".

من جهته، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر": "يسرنا أن نتعاون مع آر دبليو إي عبر الاستثمار في مجموعة من أكبر محطات طاقة الرياح البحرية في العالم وتطوير هذا المشروع الرائد، ما يمكننا من توظيف خبراتنا المشتركة في مجال الطاقة المتجددة.. وتعد المملكة المتحدة ثاني أكبر سوق لطاقة الرياح البحرية في العالم مع توقعات بتحقيق نمو كبير في هذا القطاع.. وتنشط "مصدر" في المملكة المتحدة منذ أكثر من عقد من الزمن، وتواصل الشركة تطوير مشاريع طاقة نظيفة عالمية المستوى مثل ’دوغر بانك ساوث‘ الذي يقدّم نموذجاً على أهمية الابتكار وتعزيز التعاون لبناء مستقبل أكثر استدامة".

من ناحيته قال ماركوس كريبر، الرئيس التنفيذي لشركة "آر دبليو اي": "تمثل مصدر شريكاً مهماً وخبيراً يشاركنا ذات الطموحات بتعزيز النمو في قطاع طاقة الرياح البحرية، ومع خبرات "آر دبليو اي" الممتدة لسنوات طويلة في تطوير وإنشاء وتشغيل مشاريع في مجال طاقة الرياح، فإننا نستند إلى أساس متين للمساهمة بدور بارز في دعم جهود إزالة الكربون في المملكة المتحدة".

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، فإنه من الممكن رفع القدرة الإنتاجية لطاقة الرياح البحرية إلى 380 جيجاواط بحلول عام 2030، وذلك في حال زيادة الاستثمارات في هذا القطاع ووجود التشريعات المناسبة. وبالتوازي مع الأهداف الطموحة والملزمة قانونياً التي وضعتها المملكة المتحدة وأوروبا لتحقيق الحياد المناخي، فإن "مصدر" ستواصل استثمار الفرص المتاحة لتطوير قطاع طاقة الرياح الذي يشهد تطوراً كبيراً في هذه المنطقة.